محمد آل الشيخ: "جعجعة" الصحويين ستهدأ تجاه فعاليات الترفيه.. وهذا أشد ما يكرهه الغلاة !
صحيفة المرصد : قال الكاتب محمد آل الشيخ إن أكثر أمة على هذا الكوكب لا يتعظون من تجاربهم، ولا يتعلمون من تاريخهم، هم -للأسف الشديد- الغلاة المتشددون والمتزمتون في بلادنا. والأمثلة على ذلك أكثر من أن تحصى، فهم في البداية يُعارضون أيّ جديد، ويرفضونه، بغض النظر عن نفعه من ضرره في المحصلة، ثم مع الزمن يستكينون ويتعودون فيرضخون، ليس ذلك فحسب، وإنما يتخذونه في أحايين كثيرة وسيلة للوصول إلى الناس دون أي حياء.
وأضاف الكاتب في مقاله بصحيفة الجزيرة تحت عنوان "الغلاة والصحويون والترفيه": حدث ذلك في تحريمهم للبرقية، ثم للإذاعة، كذلك للميكرفونات في المساجد، ثم التلفزيون وغيرها؛ فهم في البداية يقيمون الدنيا ولا يقعدونها رافضين ومعارضين، ويتخذون لإيصال فتاويهم المتشددة كل الوسائل حتى تلك التي كانوا يحرمونها، ويلوون أعناق الأدلة لتتماهى مع أهوائهم، حتى يُخيل لمن يقرأهم أو يسمعهم، أن ما يقولونه، وما يحذرون منه، قد اتفق العلماء جميعهم عليه، اتفاقهم على تحريم الكبائر، وما هي إلا فترة وجيزة من الزمن حتى يتعودون عليها وتصبح ممارسة طبيعية.
الغلاة المتشددون
وأوضح "آل الشيخ"، أن الغلاة المتشددون يكرهون أشد ما يكرهون أن تحتج عليهم بأنها مسألة خلافية بين العلماء، فيصفون العلماء الذين يخالفونهم إما بالجهل، أو لين الدين، أو أنهم (من علماء السلاطين) الذين لا يُعتد بفتاويهم. فهم في الغالب الأعم لا يناقشون، ولا يدحضون الحجة بالحجة، ولا يدفعون الذي هو أعظم بالذي هو أدنى في التحريم، وإنما القول لديهم قول واحد، ومن شذ عما يقولون فقد ارتكب إثماً عظيماً.
وأضاف: أنا على يقين لا يخالجه شك أن فعاليات هيئة الترفيه ستمر مثل ما مر التلفزيون، سيجعجعون الآن، ثم لن تلبث جعجعتهم إلا أن تهدأ. والمنطق هنا يقول: من رأى حرمة هذه الفعاليات فلا يحضرها، ومن يرى أنها مباحة فله الحق أن يحضرها. أما أن يجعلون لهم (وصاية) على المجتمع، فيحللون ويحرمون، فهذا لن ترضاه دولة سلمان، لأن في هذه الوصاية افتئات على ولي الأمر صاحب البيعة.
واختتم: بقي أن أقول إن القاعدة الفقهية الشرعية تقول: (حكم الحاكم يرفع الخلاف)، والحاكم هنا بمثابة القاضي، الذي إذا رجح اجتهاد على اجتهاد في مسألة خلافية، فليس لك حق الاعتراض، إنما السمع والطاعة.
لا يوجد تعليقات